فضاء حر

القضية الجنوبية على أعتاب الحوار المزمع عقده في منتصف ديسمبر

يمنات :

تواصل معي محرر مكتب الجزيرة نت أظنه مسئول مكتب عدن طالباً رأيي حول القضية الجنوبية على أعتاب الحوار المزمع عقده في منتصف ديسمبر, ولما تأخر نشر الرأي ولا أدري الأسباب, أجد نفسي مضطراً إلى نشره كما أرسلته تعميماً للفائدة..
الأخ سمير حسن مسئول مكتب الجزيرة عدن
بناءً على أتصالك وطلبك أرسل إليك بهذا التصريح أرجو أن يتم التعامل معه جملةً وتفصيلاً
وتقبل فائق تقديري وأحترامي
سامي عطا

لا يبدو المشهد السياسي واضح المعالم في ظل وجود مواقف مؤاربة وغير واضحة من القضية الجنوبية , لا الفاعلين السياسيين لديهم برنامج عمل يستطيع أن يقنع الشارع الجنوبي بجدواه ولا القيادات الفاعلة في الحراك لديها برنامج تستطيع أن تقنع فيه الداخل ناهيك عن الخارج بجدواه أيضاً, نحن أمام حالة تشبه مآلات مباراة شطرنج إنتهت بالتعادل, لكننا هنا في السياسة لا نملك قواعد لعبة الشطرنج تتمثل بإعادة جولة اللعب, وأعتقد إن التمسك بالمواقف من كلا الطرفين قد يقود منطقياً إلى وسائل وأدوات تخرج عن ميدان السياسة, وأعتقد أن معضلة اليمنيين الحقيقية تتلخص في كونهم رهنوا قرارهم السياسي, وباتت البلد ساحة تصفية حسابات أقليمية, ولن تحل القضية أو تتجه نحو الحل إلاّ إذا ضعف أحد مراكز القرار الإقليمية أو سقط, نحن أمام مشهد ضبابي وغير واضح المآلات بسبب إنقسام الإرادة بين مشروعين متناقضين.

 
وأجزم بأن القضية الجنوبية قضية كبيرة, إنها أشبه بكرة ثلج تنتظر أن تصطدم بصخرة وعواقبها ستكون كارثية, ولذا أمام استحقاقات قضية كهذه فإنها تحتاج إلى قرارات كبيرة وجسورة ترتقي إلى حجمها وتعيد ثقة الناس بالإجراءات السياسية, البلد بحاجة إلى أصدار قرارات كبيرة ترتقي إلى حجم القضية, وأعتقد أن أصدار قرارات تصادر على الناهبين واللصوص ما استحوذوا عليه بغير وجه حق وعودة الأملاك العامة والخاصة يمكن أن تكون مقدمة إلى عودة ثقة الناس, خطوة كهذه يمكن لها أن تعيد بعض الثقة للحلول اللاحقة على أن تكون هناك ضمانات وصدق في الإجراءات مع الأخذ بعين الإعتبار أن شكل النظام السياسي الحالي لا يناسب وضع البلد ولا يمكن أن يقبل به معظم الجنوبيين مطلقاً.

في الحقيقة البلد تحتاج إلى عملية قيصرية تخرجها من حالة مخاض الولادة المتعسرة, ولم يعد تنفع كل الأساليب القديمة, والحلول الترقيعية وترحيل الأزمات. الأزمة القائمة يمكن تلخيصها بأنها أزمة ثقة مستفحلة بسبب مفهوم السياسة الذي درج على إنتهاجها النخبة السياسية القائمة على الكذب والمؤاربة والمداهنة وترحيل الأزمات, البلد بحاجة إلى قرارات كبيرة وجسورة تعيد بناء الثقة. 
د. سامي أمين عطا
استاذ فلسفة العلوم والمنطق ومناهج البحث المساعد
قسم الفلسفة كلية الآداب جامعة عدن
ناشط سياسي ومدني
ــــــــــــــــ
 
من حائط الكاتب في الفيسبوك 
 

زر الذهاب إلى الأعلى